المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٢

الظل المنسي (قصة قصيرة)

صورة
  أنّهم يلعبون، في الساحة الشاسعة، على الأرض الرملية الناعمة.   يلعب الأطفال بسعادة، تتعالى ضحكاتهم بصخب، ترتفع للسماء..أقف على حافة الساحة، أتابعهم بهدوء، يشكلون الرمال برقة، وتأبى إلا الفرار من بين أصابعهم. لا حجاب يحجب الشمس الساطعة، تلقي بضوئها على السطح الرملي، تسقط أشعتها علينا بلا رأفة..   لكنها لم تستطع اختراقنا، يتجذر الضوء، يشكل شخوصًا جديدة، ظلال سوداء، تبرز على الأرض، تتراقص، تتحرك بحرية دون أن يلاحظها أحد.   يخطف بصري منظرها، تحوم بنشاط، كأنما توقف الزمن، خيل إليّ أنها انفصلت عن الأجساد، أكثر حيوية، أقل انتظامًا، لا تقيدها القوانين، ولا يحيط بها حيز.. حملنّي وجداني لتتبعها دون انشغال، وعنَّت لي رغبة البحث عن نظيري من بينها؛ يشغلني إحساس البهجة عن البحث، إذ سرني منظرها الحر، تقفز، تلعب، تركض للبعيد...   يرن الجرس معلنًا نهاية اللعب، أنادي الأطفال: " أنتهى وقت اللعب". يقفون بآلية، في طابور منتظم، تتلاشى أصواتهم الضاحكة، تصدح نغمات الأحذية المنتظمة، يرددون الأناشيد بخنوع وبلادة، كمّا لو كانت تصدر من شيخ كبير.. أفكر حينها بالظلال في تلك الساحة، أختلس النظر إليها، تدر