المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٢

ذاكرة للتآكل .

صورة
  أفتح هذه الصفحة بعد شهورٍ توالت وساعات مضت،  تكبل يدي عن الكتابة ، يتجمد شعوري المتوقد، ويداعب الوسن عيناي.  تمضي الشهور، دون استنطاق أيّ شعور. تمنيت يومذاك لو أن الإنسان الذي نخر الأرض نخرًا، وجاب مشارقها ومغاربها، ليخترع ما يسهل على الناس معيشتهم، أن يخترع ما يساعدهم على التعبير عن أصعب ما يشعرون به، لكن لا.. هي الأماني التي تكبر في داخلي، ولا أعرف كيف تحقق. عدت لأخبر الأخبار، وأهدّ ما تراكم في النفس.. لكن قبل أن أتحدث عن الكائن البغيض الذي سكن داخلي، وتغذى على عواطفي، ومنعني النوم ليالٍ..  يا من تقرأ كلماتي الآن، هلَّ قدمت معروفًا؟ صدقني لن أحملك أيّ مشقة؛ سوى أن أطرح عليك سؤالًا.. "هل تستطيع أن تذكر انتصارًا حققته على النسيان؟ "  انتصارًا أحرزته في لحظة كان فيها يستعد لمحو ذكرى أو فكرة تشبث بها.. إن كنت قد فعلت فحمدًا لله؛ فما أصعب  التشبث بأمر تعلم أن هنالك قوة ستسلبك إياه غصبًا، وليس أبغض من رؤية كنزك الذي أودعته ذاكرتك، ونقشته في قلبك، يسلب في غفلتك، إذ لا سبيل لعودته إلا برحلة طويلة تعود منها بأجزاءٍ متفرقة منه، تجمعها، تستولدها أكثر جدة عن ذي قبل، وربما هفت بريقها