المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٢

رسائل معلقة

صورة
إن هذا اليوم أسعد أيامي وأحبها لقلبي العليل، فقد علمت أن رسالةً واحدة من بين آلاف الرسائل المعلقة ستصل إليكم. بعيدون أنتم بعد الجسد، بعد الزمان والمكان، قريبون قرب الروح؛ لذا لم أهمل كتابة الرسائل يومًا، ولم تقف حقيقة مرضي عائقًا عن ذلك . أنكم يا من تعيشون بالأمل تنتظرون خبري، وقد انقطع عن العالم دونكم، ولازم جسدي غرفة بيضاء مزينة بالأجهزة، وألقي على فراشٍ أبيض.. تمضي بي الساعات والأشهر فاقدٌ لوعيي، أنازع وأقاوم. إني أعلم أن ما يصلكم من خبري، ما أخمد شرارةً أوقدت في نفوسكم.. وقد هاجكم الوجد، وسلبكم قناع الليل سكينة أنفسكم؛ فاشتد الوجع بين جنبيكم وتأجّجت لوعتكم، وسألتم الكريم أن يبلغكم فيّ أمرًا ينزل على قلوبكم نزول الغيث على الأرض المقفرة.  لا أزال أتنفس تنفسًا يحرق صدري ويهدم أركان جسدي، فما أضيق صدري و أشدَّ وحشتي!  لا أطيق عالمي الجديد..لا الصمت المحتوم في هذه الغرفة، ولا صوتُ طنين الجهاز فوق رأسي، إذ يزداد طنينه يومًا بعد يوم، وتثقل نفسي عليّ وتنفر؛ فإن قطعت أسلاكه ودفعته بعيدًا، هرعوا من حولي أشخاصٌ يرتدون البياض، وما كان منهم إلا أن كبلوا الأيادي ومنعوا مرادي. حتى وفي ليلةٍ ظلماء