المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٢

عزاء النفس

صورة
    نسيمٌ بارد، حفيف شجر، وضوء شمسٍ أرخى أشعته على النهر، مزرقٌ منساب. نقف أمامه نقلب النظر، وقد خلا كلٌّ منّا إلى نفسه وفتح الباب لأشجانه، ولأن منظره يخلع عن المرء رداء التكتم، أنطقني ترنيمةً أحفظها عن ظهر قلب، بنغمةٍ حزينة أنشدتها: " يا الماي اللي تمشي سلم لي على أمي.. قل ترى غصين الموز تخدم الخيزرانة" نظر إلي أخي وعلى ملامحه الدهشة وقال: ما الذي ذكرك بهذه الترنيمة؟ سؤال أخي المنذهل من خلجات نفسي، دفعني لابتسم ابتسامة النصر؛ كونه لم يدرك – على الرغم من كثرة التكرار- السر الخفي والحقيقي وراء هذه الترنيمة وقصتها. حارَ بي سؤاله ونغمات هذه الترنيمة لأيام الصبا، حيث كانت جدتي ترددّها على مسمعي كل ليلة، لا تنطلي عليها حيلي التي أمارسها لتغيير مجرى الأحداث في تلك القصة ولا في ترنيمتها الشجية، لذا صرفت عنها الرأي؛ حتى نُقشت -تلك القصة وألحانها- في عقلي، كنقشٍ على حجارة ملساء. تنكشف خبايا القصة كلمّا جررت أطراف خيوطها، من منزل التاجر الذي أسبغ الله عليه النعم، وابنته الوحيدة المدللّة، التي ملأت عليه الدنيا فرحًا ومرحًا، ذات الاسم الفريد "غصين الموز".. كانت تعيش عيشة نا