ماذا بعد تهافت المشاعر؟
اعتدت مع انصرام العام ألا أذكر أيًا من تفاصيله، لا أعاود فتح السجلات، ولا أمجد المنجزات -أن وجدت أصلًا- ولا أهنئ نفسي عليها، ولا أكبر أفعالي في عيني.. يدبر الأمس، يأفل الدهر، تطوى الأحداث التي يسلط فيها الضوء علّي كطي الورق، يمر كل شيء بهدوء لا يطيقه من لم يعتده. لعلّك ترى في تصرفي مبالغة، ولربما تراه عقابًا للنفس فلا يوجد أيّ بأس في مراجعة السجلات، ومدح المنجزات، التأمل في مكمن الأخطاء لتلافيها، وتشجيع النفس الضعيفة بالمسرات.. لكني يا صديقي، كالإسفنجة تشربت عادات أهل بيتي عمرًا، تمضي أعوامنا وتأتي أخرى وشعورنا واحد، نردد جملة واحدة : حمدًا لله على السلامة. وفي بعض الأحيان تمضي أعوامنا بصمتٍ مريب، لا يفهم أحد منا خباياه. اليوم على أعقاب السنة الميلادية أقف، مستغرقة في صمتي، متأهبة للنطق بتلك الجملة كما لوكنت آلة، لكن تنبيهًا ومض من هاتفي ووجه انتباهي لمفكرة كتبتها قبل عامين، وقد لخصت فيها أهم ما عايشته في عامي ذاك، أغمضت عيني في ذهول وهرعت مسرعة لقراءة تلك المفكرة؛ التي خرقت بسببها عادتي. تستفتح المفكرة بهذه السطور : " السنة الميلادية شارفت على الانتهاء، لم أود أن تكون السنة كس