المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢١

بوصلة زمنية.

صورة
      بخطوات ملؤها التردد، يقف أمام الباب المتهالك.. يحركه خطوة للأمام صوتٌ لحوح في رأسه، ويجره للخلف خوفه، يمل تردده الطويل؛ وبثقل العالم كله يفتح الباب ويلج إلى داخله. في الداخل استقبلته رائحة الأغبرة المتراكمة، صدى حركاته المترددة، وفي كل زاوية كانت الذكريات، تحتضنه باندفاع شديد. منزله الذي أصبح قاعًا صفصفًا؛ يؤذي القلب منظره ويملأه وحشةً وغربة.. آل إليه بعد مضي السنوات وطول المسافات، ينظر إليه نظرة الانتماء والولاء، يتبسم له والعينان مخضلّتان وبصوتٍ محشرج يقول:  هأنذا، عدت من جديد.       " ما أجمله من شعور!"  نطقت بهذا وأنا أتمعن في خبايا النص القديم الذي كتبته في إحدى الأيام، وقد غابت عني دوافع كتابته، فأحسست بالمشاعر الدفينة التي تغذى عليها، وتلمست أشد مشاعر هذا النص قوةً وتشبعًا بالعاطفة، وهي التي تركزت بقوة في "معنى العودة" وفكرتها التي سلبتني لبي بكل صورها المتناقضة عذبة كانت أم ثقيلة، ولوعة بها وحسب.   تيقظت حواسي لهذه الفكرة مبكرًا، ما كانت تمر مرور كرام، فبمجرد أن أشعر بها، أسحب لزمن لا يشبه الحاضر ولمكان لا وجود له إلا في الذاكرة، هناك حيث تولد المشاعر